المعركة-فصلية
خلف العدو دائماً ولا اشتباك إلا معه....

Categories

الصفحة الأساسية > 6.0 فلسطيننا > قدسنا > القدس .. الاستيطان والتهويد

21 كانون الأول (ديسمبر) 2020

القدس .. الاستيطان والتهويد

لمحة تاريخية :

لم تكن القدس وليدة عهد جديد بل هي قديمة قدم التاريخ نفسه ، فقد بدأها الشعب الكنعاني عام 3000 قبل الميلاد وهذا يمثل أجداد الشعب الفلسطيني ، أما في العام 2500 قبل الميلاد فقد تم بناء القدس على أيدي الجيبوزايت وهي إحدى قبائل الكنعانيين . وصل سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى أرض كنعان عام 1700 قبل الميلاد أما الفترة ما بين 970-931 قبل الميلاد فقد كانت فترة سيدنا سليمان عليه السلام . تعاقبت الأمم والشعوب والحضارات المختلفة على مدينة القدس حتى العام 638 ميلادية وهو العام الذي دخل فيه سيدنا عمر بن الخطاب هذه المدينة المقدسة ، ومنذ ذلك التاريخ بدأت القبائل العربية تشد الرحال إلى بيت المقدس وبدأت الديانة الإسلامية واللغة العربية والثقافة العربية والقيم العربية تحل محل غيرها من الديانات واللغات والثقافات والقيم . سقطت القدس في أيدي الصليبيين في 15 تموز 1099م ، وبقيت كذلك حتى حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م وأعادها إلى دولة الإسلام وبقيت كذلك حتى العام 1917م وهو العام الذي انتهت فيه الخلافة العثمانية .
وبعد ذلك التاريخ خضعت فلسطين للانتداب البريطاني التي تعهدت بدورها بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . حينها تسارعت الهجرة اليهودية إلى فلسطين والتي ركزت استيطانها في مدينة القدس .

الأهمية الدينية لمدينة القدس :

بعد الفتح الإسلامي لمدينة القدس وتسلم عمر بن الخطاب لمفاتيحها تعلقت قلوب المسلمين بها وتطلعت أعينهم إليها حيث لم يتسنى للمسلمين الاستقرار بها لأنها كانت قبل ذلك تحت السيطرة الرومانية .. ذكرها الله سبحانه في كثير من الآيات " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير " وخصها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع من مدائن الجنة مكة والمدينة ودمشق وبيت المقدس " .
لهذا فالمدينة عربية إسلامية لا تفريط فيها، ترتبط بها قلوب أكثر من ألف مليون مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، ربطوا مصيرهم بمصيرها، يطالبون بحقهم بها ولسان حالهم يقول :
يا قدس إن طالت بنا فرقة فسيفنا يا قدس لن يغمدا
والمطالبة بالحق واجب وإن لم يتحقق هذا الحق في الوقت الحالي .

الموقع والموضع :

تقع مدينة القدس على خط طول 13َو35ْ شرقاً ودائرة عرض 52َو31ْ شمالاً ترتفع حوالي 750 متر فوق مستوى سطح البحر المتوسط وحوالي 1150 متر فوق سطح البحر الميت ، وهي تتوسط قلب فلسطين حيث تبعد عن البحر المتوسط 56كم وعن البحر الميت 30كم وعن الحدود الشمالية 140كم وعن الحدود الجنوبية 250كم . كما أنها تتوسط العواصم العربية جمعاء وقد بنيت المدينة على تلال مرتفعة تحيط بها الأودية من ثلاث اتجاهات .

الوضع الديمغرافي للمدينة :

كان عدد اليهود في مدينة القدس عام 1170 ميلادية أربعة أفراد فقط أما في العام 1267 ميلادية فكان هناك عائلتين فقط ، وفي العام 1520 ميلادية بدأ اليهود يذكرون حائط البراق بأنه الحائط الغربي للهيكل وبدأوا بالتوجه إليه والصلاة أمامه وإنما قصدوا من ذلك تحقيق أطماع صهيونية فقط . وفي العهد العثماني حاول اليهود شراء أراضي في مدينة القدس ولكن قوانين الخلافة العثمانية لم تسمح لهم ، ومع بداية عمل القناصل الأجانب في القدس تمتع اليهود بحماية هؤلاء القناصل وبخاصة القنصل البريطاني . وفي العام 1855م اشترى اللورد مونتيفيوري اليهودي الديانة البريطاني الجنسية أرضاً قرب بركة سليمان جنوب غرب القدس حيث بنيت أول بؤرة استيطانية صهيونية وانتشرت بعدها المستوطنات وبدأت أعداد اليهود بالزيادة في مدينة القدس حتى أصبح عددهم عام 1918م عشرة آلاف مستوطن شكلوا ما نسبته 25% من مجمل السكان في مدينة القدس .
أما في العام 1922م فقد ارتفعت نسبة اليهود في مدينة القدس لتصبح 33900 مستوطن شكلوا ما نسبته 54% من مجمل السكان ، في حين كان العرب 28600 نسمة فقط، أما في العام 1931م فقد شكلت نسبة اليهود في مدينة القدس 56.6% من مجمل سكان المدينة .
أما في العام 1944 فقد أصبح عدد سكان مدينة القدس 155,314 نسمة موزعين على النحو التالي :

وقد ارتفعت نسبة المستوطنين اليهود في المدينة المقدسة من 10 آلاف عام 1918 إلى 94942 عام 1948 أي بزيادة 85 ألف مستوطن وهذا راجع إلى الهجرات المتتالية وتدفق اليهود إلى المدينة المقدسة .
أما في العام 1948 فقد ارتفعت نسبة المستوطنين اليهود في المدينة لتصبح 97% من مجمل السكان ، واستمر التفوق الديمغرافي في المدينة المقدسة لصالح اليهود حيث وصل عددهم عام 1994 473,200 مستوطناً شكلوا ما نسبته 73% من مجمل السكان .
وقد استهدفت دولة اليهود زرع أكبر عدد ممكن من المستوطنين اليهود داخل القدس وذلك من أجل إخلال الميزان الديمغرافي في المدينة لصالح اليهود الأمر الذي سوف يترتب عليه عدة نتائج منها :
1- أن زيادة أعداد المستوطنين اليهود في القدس سوف يوجد واقعاً جديداً وهو مصادرة الأراضي العربية وانتزاع ملكيتها من أصحابها .
2- تهجير السكان العرب أصحاب الأرض وتفريغ المدينة من مالكيها وذلك من أجل توطين اليهود بدلاً منهم .
3- تطويق المدينة بكثافة بشرية يهودية تستوطن الأحياء السكنية المنشأة حديثاً كحزام حول المدينة من أجل إحكام القبضة العسكرية الاستيطانية للمدينة .
وقد اتبعت سلطات الاحتلال في سبيل تحقيق هذا الهدف عدة خطوات منها :
1- قامت السلطات الاستيطانية الصهيونية بطرد حوالي 18 ألف عربي من الأحياء المختلفة وذلك باختلاق آلاف الحجج الواهية .
2- هدم بعض الأحياء العربية من المدينة مثل حي المغاربة وإخلائه من السكان .
3- إجلاء قسم كبير من سكان حي الشرف .
4- عزل القدس العربية عن غيرها من باقي مناطق الضفة الغربية بتجمعات يهودية كبيرة .
5- مصادرة آلاف الدونمات .
وهذه النقطة (مصادرة آلاف الدونمات) ركز عليها اليهود بشكل كبير من أجل تغيير طابع المدينة حيث استطاع اليهود تغيير ملكيات الأراضي والعقارات العربية وتحويلها إلى السيادة اليهودية تمهيداً لمصادرتها ، إذ كانت الملكية العقارية في مدينة القدس عام 1918 موزعة على النحو التالي :
-  94% من الملكية العقارية للعرب .
-  4% فقط ملكية يهودية .
-  2% ملكية للطوائف الأخرى .
تغيرت الملكية العقارية وملكية الأراضي والبنايات والبيوت في العام 1948 وأصبحت الملكية العربية 40%، الملكية اليهودية 26%، أملاك مسيحية 14%، أخرى 20%، وبعد إعلان الهدنة عام 1948 أصبحت الملكية العقارية في مدينة القدس 11% فقط للعرب و84% من الملكية العقارية لليهود .
وما بين العام 1945-1995 تغير واقع الملكيات العقارية في المدينة المقدسة على النحو التالي :

وفي الخامس من حزيران عام 1967 احتلت دولة اليهود القدس كاملة وسارعت سلطات الاحتلال في ضم المدينة وبدأت باتخاذ سلسلة منظمة من القرارات التي استهدفت في النهاية إلى تهويد المدينة بكاملها وتهويد السيادة وتغيير المعالم العربية والإسلامية للمدينة عبر سلسلة من القرارات والمصادرات على النحو التالي :
-  في السابع من حزيران عام 1967 أصدر الكنيست الإسرائيلي قانوناً يخول حكومة إسرائيل بضم أية أراضي إلى أرض إسرائيل .
-  في الثامن والعشرين من الشهر نفسه أصدرت الحكومة الإسرائيلية أمراً بضم 70ألف دونم لدولة الكيان الصهيوني وتضم القدس القديمة بأكملها ومناطق واسعة تقع في محيطها تمتد من صور باهر في الجنوب حتى مطار قلنديا في الشمال وتضم غالبية ضواحي القدس العربية.
-  في الثامن والعشرين من الشهر نفسه نشر وزير الداخلية الإسرائيلي إعلاناً في الجريدة الرسمية بشأن توسيع بلدية القدس تحت إشراف مجلس البلدية الإسرائيلي ، وبهذا تكون القدس العربية قد أصبحت من وجهة نظر القوانين الإسرائيلية جزء من إسرائيل تابعة للقدس الكبرى .
-  في التاسع والعشرين من الشهر نفسه أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً يقضي بحل بلدية القدس العربية وإلحاقها ببلدية القدس الغربية .
-  في 31 تموز عام 1981 أقر الكنيست بشكل استثنائي مستعجل قانوناً جديداً عرف باسم "قانون أساسي : القدس " ينص على أن القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل وأنها مقر الرئيس والكنيست والحكومة والمحكمة العليا .
وبذلك أسدل الستار على دائرة مهمة من دوائر الصراع الإسلامي اليهودي على هذه المدينة المقدسة وأصبحت إسرائيل وحدها هي المخولة بالتصرف في هذه المدينة على
مرأى ومسمع من الأمة الإسلامية والعربية ، وبدأت إسرائيل تسارع في تنفيذ المخططات الصهيونية عن طريق مصادرة الأراضي العربية الإسلامية وأراضي الوقف الإسلامي وهدم البيوت وتشريد أهلها ، حيث صادرت أراضي منها :
-  بتاريخ 11/1/1968 صادرت أراضي خارج أسوار القدس تبلغ مساحتها 3345 دونماً .
-  بتاريخ 14/4/1968 تمت مصادرة 116 دونماً تضم 595 عقاراً ، وصادرت في نفس التاريخ 765 دونماً خارج أسوار المدينة .
-  بموجب قرار بتاريخ 30/8/1970 تمت مصادرة 11680 دونماً .
-  صادرت إسرائيل 10417 دونماً من أراضي قرية العيسوية .
-  في العام 1970 بدأت سلطات الاحتلال بمصادرة مساحات واسعة من الأراضي المحيطة بالقدس فصادرت 11780 دونماً بحجة المصلحة العامة .
-  في العام 1980 صادرت سلطات الاحتلال 4400 دونم من أراضي بيت حنينا وشعفاط .
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وسعت سلطات الاحتلال نطاق الاستيلاء على الأراضي حتى بعد مؤتمر مدريد فقد كان المعدل الشهري للأراضي المصادرة في القدس 233 دونماً ، تضاعف هذا الرقم ليصبح 700 دونماً كل شهر ، وبلغت الأراضي المصادرة في الفترة الواقعة بين مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو 540 ألف دونماً ، وأن الأراضي المصادرة في الفترة ما بين اتفاقية أوسلو 1993 واتفاق القاهرة 1994 بلغت 53 ألف دونماً .
وفي الوقت الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال بمصادرة الأراضي تقوم بإنشاء مشاريع سكنية لليهود وتمنع السكان العرب من إنشاء تلك المشاريع فمنذ العام 1967 لم تنفذ من مشاريع البناء الخاصة بالجزء العربي سوى 10% فقط في حين بلغت نسبة المشاريع البنائية المخصصة لليهود 90%.
ولكن بالرغم من كل ذلك إلا أن أعداد الفلسطينيين في القدس في زيادة "وإن كانت طفيفة " إلا أن لها مدلولاً كبيراً حيث وصلت نسبة السكان العرب في مدينة القدس 30% مقابل 70% لليهود ، ومن المتوقع أن تصبح نسبة العرب 38% في غضون عشرة سنوات إن شاء الله وذلك بثبات الفلسطينيين وصمودهم ورباطهم في الأرض المقدسة .

الاستيطان في مدينة القدس :

بعد احتلال مدينة القدس عام 1967 بدأت سلطات الاحتلال سلسلة خطوات لتهويد المدينة ووضعت البرامج الاستراتيجية والتكتيكية لبلوغ هذا الهدف وكان ذلك ضمن خطة تسير في اتجاهين :
‌أ- ضم أكبر مساحة ممكنة من الأراضي والتي تستطيع سلطات الاحتلال انتزاع ملكيتها من أصحابها بشتى الطرق .
‌ب- تحقيق أقل عدد ممكن من السكان العرب .
وقد تم رسم حدود البلدية لتضم 28 قرية ومدينة عربية فبعد أن كانت مساحة المدينة 6.5كم2 توسعت إلى 70كم2 ثم إلى 108كم2 وتم توسيعها مرة أخرى سنة 1990 لتصبح 123كم2 ، وكل ذلك على حساب الأراضي العربية ، وقد أرادت سلطات الاحتلال إيجاد واقع جديد من الجغرافيا السياسية لمدينة القدس على النحو التالي :
1- رسم معالم جديدة لتهويد القدس من أجل فرض سياسة الأمر الواقع وإيجاد معالم جيوسياسية بحيث يصعب على السياسي أو الجغرافي إعادة تقسيمها مرة أخرى .
2- تم وضع أساسات وسياسات لأحياء يهودية في القدس الشرقية لتقام عليها سلسلة من المستوطنات تحيط بالقدس من جميع الجهات .
3- إسكان مستوطنين غرباء وإجلاء سكانها الأصليين عنها لتغيير معالم الجغرافيا وإيجاد واقع ديمغرافي جديد .
4- إحداث خلخلة سكانية في القدس بشقيها تكون الأكثرية فيها لليهود .
وفي ضوء إجراءات التهويد السابقة التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق المدينة المقدسة تظهر أهداف الاستيطان الصهيوني في المدينة على النحو التالي :
1- تركيز أغلبية يهودية مطلقة في القدس بحيث تكون العامل الحاسم في أي اتفاق مستقبلي حول المدينة .
2- إيجاد حقائق تمنع تقسيم المدينة .
3- محاصرة القسم العربي من المدينة استراتيجياً وتوطينه بكثافة يهودية عالية بحيث تلغي عملياً أي أهمية لاحتمال إعادة تقسيم المدينة أو تسليم القسم الشرقي منها لسلطة أخرى .
4- عزل القدس العربية جغرافياً عن باقي مناطق الضفة الغربية بتجمعات يهودية ضخمة .
5- إلزام العرب بالحصول على تصاريح دخول القدس .
6- دفع المواطنين العرب إلى الإقامة خارج الحدود البلدية للقدس .
ومن أجل تنفيذ هذه الأهداف وحتى تخدم الأطماع الاستيطانية الصهيونية فقد أدرك اليهود أهمية الجغرافيا في ذلك حيث استفادوا من طبوغرافية المنطقة فعمدوا إلى إنشاء المناطق الاستيطانية فوق التلال من أجل رصد التحركات العربية من جانب وحتى تشكل حماية ودفاع وأمن لهذه المستوطنات من جانب آخر ، كما سعت سلطات الاحتلال إلى تطبيق السياسات الاستيطانية على أرض الواقع فاختارت لذلك عدة محاور من أجل إحكام السيطرة على المدينة وكانت هذه المحاور عبارة عن أطواق تحيط بالمدينة على النحو التالي :

* المحور الأول (الحزام الأول) :
بدأ العمل في هذا المحور منذ مطلع القرن التاسع عشر وحتى عام 1970 وأنشأ اليهود من خلاله عدة مستوطنات منها :
-  مستوطنة الجامعة العبرية : أقيمت على أراضي قرية العيسوية سنة 1924 .
-  مستوطنة راموت أشكول: أقيمت على أراضي المواطنين في منطقة الشيخ جراح عام 1968.
-  مستوطنة معالوت دفنا، مستوطنة الحي اليهودي، مستوطنة راموت، مستوطنة التلة الفرنسية.

المحور الثاني (الحزام الثاني) :

وتشمل المستوطنات من سنة 1971 وحتى 1985 منها : مستوطنة جيلو ، مستوطنة تلبيوت الشرقية ، مستوطنة أفرات ، مستوطنة كاليا ، مستوطنة معاليه أدوميم .

المحور الثالث (الحزام الثالث) :

مستوطنة ريخس شعفاط ، مستوطنة جفعات همتوس ، مستوطنة نفي برات .
وهناك العديد من المستوطنات التي لا يتسع المجال لذكرها لكثرة عددها وصعوبة حصرها.
ونستنتج من محاور الاستيطان في القدس ما يلي :
1- مستوطنات المحور الأول هي عبارة عن مستوطنات أقيمت في شمال المدينة من أجل تطويق المدينة من ناحية الشمال وضرب سور بينها وبين باقي مدن الضفة الغربية .
2- مستوطنات المحور الثاني أقيمت في الجزء الجنوبي من المدينة بهدف سد الطرق والمداخل الجنوبية من وإلى القدس .
3- مستوطنات المحور الثالث جاءت متناثرة هنا وهناك وكان الهدف منها ربط المناطق الاستيطانية بعضها ببعض من أجل أن تصبح كتلة واحدة وطوق واحد .
4- هذه المحاور الاستيطانية في مدينة القدس أصبح واضحاً منها أن المدينة باتت متخمة بالمستوطنات الإسرائيلية داخل حدودها وخارجها وأنها محاطة بأحزمة استيطانية وأطواق فرضت نفسها على جغرافية المدينة وسياستها ومن هذه المستوطنات : مستوطنة معاليه أدوميم ، أفرات ، بيتار ، هار ادلر ، غفعات زئيف ، كوخاف يعقوب ، أدلم وغيرها الكثير والتي شكلت طوقاً استيطانياً خارج الحدود الجغرافية للمدينة .
وبعد أن أحكمت سلطات الاحتلال تطويق المدينة بسلسلة من الأحزمة والمحاور الاستيطانية أرادت بعد ذلك تعزيز مكانة هذه المستوطنات وأحاطت المدينة بأربع كتل استيطانية كبيرة جداً هي:
1- كتلة مستوطنة بسغات زئيف شمال شرق المدينة .
2- كتلة مستوطنة راموت شمال غرب المدينة .
3- كتلة مستوطنة جيلو جنوب غرب المدينة .
4- كتلة مستوطنة جبل أبو غنيم جنوب شرق المدينة .
كما يسعى الاحتلال حالياً إلى إقامة مشروع القدس الكبرى والذي ما زال في طور التخطيط ولكن تم تنفيذ الكثير من فقراته على أرض الواقع وتم تطبيقها عملياً ويهدف إلى إقامة سلسلة من المستوطنات في حدود القدس الكبرى والموسعة كما يهدف إلى السيطرة على المنطقة الممتدة من رام الله شمالاً وحتى أطراف مدينة الخليل جنوباً ، ومن منطقة الخان الأحمر شرقاً وحتى أطراف اللطرون غرباً بما يعادل 30% من مساحة الضفة الغربية .
ويمتد المشروع ليشمل عدة مدن عربية مثل رام الله والبيرة وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور إضافة إلى 60 قرية عربية تضم حوالي 250 ألف نسمة ، ويهدف هذا المخطط ليس فقط إلى تهويد المدينة وابتلاع مساحات واسعة من أراضيها وتشتيت سكانها وإنما إلى تمزيق الضفة الغربية ككل وشطرها إلى نصفين منفصلين جغرافياً وديمغرافياً .
ولما كانت مدينة القدس مهددة بدرجة كبيرة جداً لذا فإننا نوصي بما يلي :
1- متابعة قضية القدس عبر اللجان والمحافل الدولية والأمم المتحدة من أجل وقف خطر تهويد المدينة وطمس معالمها الإسلامية والعربية .
2- إحياء هذه المدينة المقدسة في نفوس الشباب في الأمتين الإسلامية والعربية من أجل نصرتها والوقوف في مواجهة الاعتداء عليها .
3- تشكيل لجنة إسلامية دولية مهمتها إبراز مشكلة القدس وفضح الممارسات الصهيونية في تهويد المدينة والاستيلاء عليها .
4- يجب على الفضائيات ووكالات الأنباء العربية والدولية تسليط الضوء على الخطر الذي يحيط بالمدينة وكذلك فضح العمليات اليهودية التي تهدف إلى هدم المسجد الأقصى المبارك.

- نعيم سلمان بارود* - أستاذ الجغرافيا المشارك ورئيس قسم الجغرافية بالجامعة الإسلامية بغزة ، وباحث في قضايا القدس والاستيطان والجدار الفاصل .

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

4 من الزوار الآن

877681 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق